فهد وآيسل


فهد وآيسل






البداية


خرج فهد يبحث عنها في الأرجاء بعدما اختفت مرة آخرى، لا يكفي الهاتف الذي أشتراه لشغف منذ قليل حتى يعلم معلومة بسيطة عنها، أليس هذا ما يريده الآن فليرى يوسف وابنته بحق


وجدها تحمل أحد اطفال أخواته وتسير به حتى يهدأ، حضنها من ظهرها سريعًا واردف : أخيرًا لقيتك


قلبت عيناها بملل واردفت : هو أنت ايه؟ كلام بليل بيبقى سم والصبح عسل


داعب وجنة الصغير فابتسمت قائلة : عسل اوي صح؟ دا ابن عشق


رد فهد بهدوء : باين، وحش ذي أبوه


ضربته بكوعها بغيظ وكادت تذهب لكنه سحبها لزاوية، تأكد أنه مخفي عن الأنظار ثم رفع نقابها يتأمل ملامحها ثم همس : خالي يوسف اتكلم مع بابا بخصوص الطلاق، تعرفي حاجة عن الكلام ده؟


آيسل بتأكيد : أيوة، أنا فعلاً عايزة أطلق ولو سمحت سبني عشان بابا لو شافني هيروحني وانا جايه بطلوع الروح


مسك ذقنها قائلاً : ناويين على ايه مع أم يعقوب


اتسعت عيناها فابتسم بخبث مكملاً : طبعًا بابا لو عرف هو أو مرات خالي مش هتقدروا تعملوا حاجة


توترت ملامحها وهي تقول : اكيد مش هتقول لحد فيهم، فهد


لمع الخبث في عيناه وهو يقول : ما لو تعرفي أنا دفعت كام عشان اعرف


ردت سريعًا بلهفة : هدفعهم ليك كلهم بس بالله عليك ما تقول لأي حد


همس لها بما يريد ثم اقترب، أغمضت عيناها سريعًا ترفع وجهها له سرعان خيب أملها وقَبل جبينها، ضمت شفاها بخجل واردف : ابعد بقى


كادت تذهب لكنه سحبها وحمل معاذ عنها ثم اسكتها بطريقته، سند جبينه على جبينها سرعان ما دفعته وجرت للداخل، قابلها يوسف في الطريق واردف : كنتِ فين؟


توترت ملامحها فأنزل نقابها قائلاً بحدة : حسابنا لما نرجع، يلا على جوه


عاتبه بنظرتها وكادت تذهب لكنه سحبها قائلاً : أنتِ بتبصيلي كده ليه؟ عايزة تضربي يعني؟


ردت باستنكار : يا سلام


اخذها داخل أحضانه ثم تأمل فهد بحدة واضحة، هز فهد رأسه بخفة ثم سار للداخل، القى معاذ لأباه قائلاً : امسك ابنك


رعد الصغير بضيق : أنت بتعمل كده ليه ياض؟ أنت تطول تشيل ابني، خلف بنت وانا مش هجوزها ليه


رد فهد بضيق : ومين قالك إني هجوز بنتي لحد، انا مش مستحب اخلف ولاد أصلا


تحدث ريان بمرح : ربنا بعتلك تلاتة


رد آدم بإبتسامة : والرابع جاي في السكة، رزان شافت النونو وطلع ولد


ابتسم فهد وربط ريان على كتفه قائلاً : محدش بخيبة غيرك، دا أسد خلف، اخس على الرجالة مش مكسوف


رد يعقوب بعفوية : يا ابني ما آيسل كانت حامل وابنها نزل


نظر فهد له بعدم استيعاب سرعان ما صمت ونظر باتجاه يزن أخاه، اتجه فهد للداخل وجدها تجلس مع جاسمين وليث وتضحك بصوت مرتفع


أتى الشباب خلف بعضهم واردف فهد : آيسل تعالي عايزك


رد يوسف ببرود : آيسل ترد يا بنات لو موجودة


تحدث بحدة واضحة : قومي بقولك


وقف يوسف أمامه قائلاً : قولي بس بتكلم مين كده


تحدث فهد بانفعال : محدش يدخل بيني وبين مراتي


أتى رعد الكبير في هذه اللحظة مع زياد وياسين، وقف يستمع بهدوء لما يحدث وأتت عشق الكبيرة التي تحمل كوب من القهوة، جذبها منها يرتشفها بهدوء كأنه يستمع لمشهد درامي


رد يوسف بحدة : مراتك قولتلي، مراتك في البطاقة آيسل سامي وأنا بنتي سيليا يوسف الشرقاوي، روح دور على مراتك بعيد عن مكان بنتي فيه


عشق الكبيرة بضيق : يوسف


أشار بإصبعه : لو سمحتي يا عشق متدخليش، دا واحد مش محترم وأنا مقبلش بنتي تكمل حياتها مع واحد قليل الذوق، سيليا بنتي هتطلق رسمي منه


رد فهد ببرود : منين آيسل مش بنتك ومنين تطلق مني؟ ع العموم أنا مش مطلق حد ومراتي هتفضل مراتي لآخر يوم في عمرنا


رد يوسف ببرود مماثل : الموضوع خرج عن ايدك وارادتك وبقى كله في ايدي، خليها تقول مش عايزة تطلق منك وانا هوافق


نظر باتجاه آيسل التي كانت تنظر للكل بتوتر، ابتسم رعد الكبير بخفة فاردف فهد : بابا هو بيضغط عليها


رعد الكبير وهو يرتشف القهوة : بنته وهو حُر فيها أنا مليش دعوة


تحدثت عشق الكبير بحدة : يوسف أنت زودتها اوي، هو الطلاق هيبقى عافيه وكمان لميت رعد عليك، أنا مش هسمح تفسخوا ابني بينكم فاهمين؟ يوسف أنت كده بتزعلني انا مش بتزعل فهد


تحدث يوسف بحدة : عشق متدخليش نفسك وأنتِ عارفة خاطرك كويس اوي عندي، بس فهد لا، لو كان حد من ولادك تاني غيره كنت هديه سيليا وانا مطمن وراضي بس فهد لا يعني لا، فهد غلطة في حياة بنتي وانا هصلحها وهجوزها الأحسن واللي يستاهلها، الحب مش عافية وانا مبحبش ابنك فهد


نظر فهد باتجاه والده ثم اقترب من يوسف حتى لا يسمع ما سيقوله ثم قال : آيسل أو سيليا ملك ليا ولا أنت ولا العالم كله يقدر يبعدها عني، هي بتاعتي وحبك وكرهك مش هيفرق


تركه وكاد يغادر لكن رعد الكبير مسك ذراعه، تحدث بهدوء : اسبقني على المكتب


وكالعادة يتمكن رعد من بث الرعب داخل الجميع من جملة، لحق بابنه وهنا تحدثت آيسل بحزن : أنت بتكرهه ليه يا بابا؟ والله حرام طريقتك دي


نظر يوسف لها بزهول ثم صرخ : جضتيني يا بنت سيلا، جضتيني بغباء أمك ده


تحدثت سيلا بغيظ : لولا غباء امها اللي جضضك كان زمانك لسه قاعدة جنب الحيطة بتنعي


يعقوب بمرح وهو يمرر يده في شعره : في حضور اكتر من عيلة بتنشروا غسيل بعض ولا ايه!


بينما في المكتب تحدث فهد بزفير : هتقولي ارجع، قولها يا بابا وانا هرجع الدقيقة دي مكان ما جيت


تحدث رعد الكبير ببرود وهو يجلس : براحتك المرة دي مش هتكلم بس هيبقى في سبب اكيد ليوسف عشان تطلق بنته، وبعدها على طول للأسف هيدور ليها على عريس، وفي نفس اليوم وجايز ذي القاعدة دي هيبقى في شخص غريب قاعد جنب الوحيدة اللي قدرت تحبها من قلبك وحاضنها وبيعدوا الدقايق عشان يرجعوا بيتهم


تحدث فهد بغضب مكبوت : بابا لو سمحت


رد رعد ببرود : متقولش بابا وبدل ما أنت حاطط غضبك فيك استغله وأقنع مراتك، اقنعتها يبقى يوسف رأيه مش مؤثر بالشكل الكبير بعدها


فهد بهدوء : حاضر، عن اذنك يا بابا


كاد يذهب فاردف رعد : يوسف مش بيكرهك يا فهد ولا بيكره حد فيكم، بعدي هو اللي ليكم ومتفكرش في الموضوع، اللي أنت وريته لبنته مش قليل


هز رأسه بتفهم وخرج من المكتب يسير للخارج، كان يركب سيارته لكنها نادت عليه : فهد


نظر باتجاهها وجدها تقول : متزعلش من بابا، والله هو ما بيكرهك هو بس ..


لمح يوسف يقف وكاد ينادي عليها لذلك اقترب وفجأة رفع نقابها واسكتها بطريقته، شهقت بصدمة وظل وقت ثم أخذها داخل أحضانه، مهلاً هل ابتسم يوسف؟ تحدث بصوت مرتفع : سيليا


اتسعت عيناها بصدمة وهنا أدرك فهد حجم فعلته، أهذا فهد الذي خجل ذات يوم من فعلته الغير مقصودة فعلها قصدًا!


★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★





إرسال تعليق

أحدث أقدم