أسد وتسنيم

أسد وتسنيم




البداية


جلست تسنيم في الحديقة تتابع ابن أخاها باسل بينما أتت نور صدفة مع ابنها إلى نفس الحديقه عقب سماعها مرشح طويل عريض من والدتها، ضحكت ساخرة وهي تلمح تسنيم تجلس وتتابع الطفل


جلست بجانبها قائلة : ايه الصدفة الجميلة دي! تسنيم هانم بنفسها بس جايه مع مين يا ترى؟ ولا يكون عينك من ابن اي حد


نظرت تسنيم باتجاهها سرعان ما تحرك سليم بعشوائية وفرح، ارتمى على تسنيم التي ابتسمت قائلة : لسه منستنيش يعني! تعالى


تحدثت نور بضيق : هو مفكرك خالتو عشق عشان النقاب


ضحكت تسنيم ساخرة وهي تضمه لها، أعادته للخلف قليلاً تتأمل ملامحه سرعان ما اختنقت بالبكاء وهي تشاهد الشبه الكبير بينه وبين أسد، تحدثت نور : في يوم كنا قاعدين سوا واعتذرتي عشان أنا بحب أسد وأنتِ مش قادرة تعملي ليا حاجة، كنتِ تتخيلي في يوم يخلف مني انا؟


بكت تسنيم وهي تظهر ضعفها أمام نور قائلة : نصيب والحمد لله، أنا مش معترضة أنا بس عايزة اعرف إزاي بعد الحب ده كله يستسلم، خايفة يكون أسد عمره ما خبني يا نور، خايفة ارجع وفي يوم يجي واحدة ويحس معاها الحب اللي بجد، خايفة اتجرح تاني


استغربت نور رد فعلها، كيف تفعل هذا وهي تعلم أن غريمتها الوحيدة هي نور! غريبة تسنيم لدرجة أنها لم تعد تميز العدو من الصديق، تحدثت نور بشرود : مكنتيش ترجعي، رجعتي ليه طالما خايفة، أنا كنت هكمل معاه ومع ابني بس أنتِ ظلمتينا


نظرت تسنيم لها وبدأت تفكر في الحديث، تحدثت نور : أسد طلقني بالتلاتة يا تسنيم لو أنا مش غلطانة، طلقني بعد فرحنا مرة بسبب مامته وقالها لما عملتي الحادثة ورجع رمى عليا اليمين عند المأذون، وفي كل مرة كان بيتأكد أنه مش متعصب بعدين يقولها بس معاكي هو عمره ما حاول مرة يعملها حتى لو عملتي ايه!


تنهدت قائلة : أنا سايبه ابنه وبشتغل بلهي نفسي في التفكير، انا بقيت لما بشوف سليم بشوف فيه أسد يا تسنيم


نظرت تسنيم لها واردفت : رجعي ابنه ليه يا نور، سليم كده بيتظلم بينكم وطالما أنتِ مش قادرة ترعيه جدته موجودة وآيسل وعشق اختك كمان رزان وشغف، هيتربى كويس في بيت باباه


فكرت نور قليلا واردفت : اخاف ارجعه ترجعي لأسد على أساس تربوا سليم، لو وعدتيني انك مش راجعة لأسد انا هدي ليه ابنه


اتسعت أعين تسنيم بصدمة واردفت بحزن : لا متخافيش انا وأسد معدناش هنرجع لبعض تاني، شوفي مستقبل ابنك فين!


أخذت سليم منها الذي بدأ بالبكاء، وقفت تسنيم وأخذت ابن أخاها ثم ذهبت وهي تستمع إلى صرخات سليم الباكية، تحدثت نور ببكاء : أنت هتعمل ذي ابوك وتسنيم هتاكل عقلك، اسكت بقى


" خبيثة "
هذا ما قاله أحد الأشخاص، التفتت له واردفت : نعم!


نظر باتجاهها شاب وسيم سرعان ما قال : بقى تبعدي مرات أسد الشافعي عنه عشان مزاجك، في خبث اكتر من كده


وقفت نور قائلة : أنت مين؟


رد هو وهو يحمل ابنه الصغيرة : تميم، تميم آدم الكيلاني..


بينما وصلت تسنيم منزل والدها وجدت أسد يجلس معه، ألقت السلام عليهم ثم اتجهت تبدل ملابسها إلى بيجامي رصاصي شتوية، خرجت وهي ترفع شعرها لأعلى واردفت : ماما انا جعانة اوي


تحدث بسام بهدوء : تعالي يا تسنيم هنا


ردت تسنيم بهدوء : خير يا بابا؟


نظر باتجاه أسد ثم لها قائلاً : جوزك جاي عشان ياخدك معاه، شايف إن موقفك زاد عن حده


ردت تسنيم بضيق : موقف ايه؟ بابا كلام من الآخر أنا عايزة اتطلق من الشخص ده، انا موقفي طال عشان جبت اخري ومش عايزة ارجع


وقف أسد حينها واردف بحدة : أنا مش هرد في وجودك يا عمي بسام


تحدث بسام بضيق : تسنيم! كفاية


وقفت تسنيم قائلة بانفعال : لا مش كفاية، هو انا كل مرة اقول نص كلام ومحدش ياخد موقف، انا النهاردة هقول كل اللي في دماغي ولازم ذي ما عمل مع نور يعمل معايا، انا عايزاه يطلقني دا واحد جرى بعد اشهار موتي ورا اي واحدة والسلام، هتلاقيه اصلا جاي عشان عايز واحدة ف حياته وخلاص إنما حب هو ميعرفش يحب غير نفسه وبس ويتأمر ويتشرط، كلام من الآخر دا واحد شهواني مقرف


اتسعت أعين أسد بصدمة ووقف بسام قائلاً بانفعال : أنتِ واحدة قليلة الأدب وانا هربيكي


اندفع باتجاهها سرعان ما وقفت تسنيم خلف أسد قائلة : أسد الحقني


حسنًا من ثواني كان غضب العالم به، جسده متحفز لرد فعل كذلك لسانه لكن كل شيء اختفى في ظل فعلته، تحدث بسام بغضب : ابعد يا أسد كده أما اعرفها تنطق كويس وتفكر في اللي هتقوله


قبضت على جاكت أسد بخوف تخفي وجهها في ضهره، بسام يحاول الوصول لها وكاد يمد يده يسحبها لكن أسد أردف : خلاص يا عمي عفا الله عما سلف، انا مسامح


أردف بسام بانفعال : والله ما هتعدي يا تسنيم، لما يمشي بس


ردت بعفوية : أسد متمشيش


بدأ أسد يتفاوض مع بسام ويحاول إقناعه ألا يصيبها بشيء، تسنيم خائفة من والدها لأول مرة ولا تترك أسد، تحدث بسام : تمام خلاص


تسنيم بنفي : لا أسد هيتغدى معانا هنا النهاردة، أنا .. أسد متمشيش


نظر لها قائلاً بمرح : من شوية كنت شهواني مقرف وبتغلطي فيا والوقتي بتقول ممشيش


انزلت عيناها باحراج، أردف بسام : هروح اقول لجميلة انك هتتغدى معانا، وأنتِ حافظي على لسانك أحسن


اردفت بعبوس : حاضر


التفت أسد لها فور ذهاب والدها الذي أغلق الباب يعطي لهما الخصوصية، حاوط خصرها يمرر أنفه على أنفها سرعان ما همست بأسفها وهي تقول : مش عارفة طلعت مني إزاي والله، انا النهاردة مخرفة


رد أسد بإبتسامة بسيطة : وأنا بحبك في كل حالاتك، تسنيم أنا محتاجك الفترة دي


شردت قليلاً واردفت : ماما لسه في المنصورة ومتعرفش صح؟ كمان آيسل معاها وعشق واكيد محدش معاكم، حاضر


تحدث أسد بمرح : عشان أنتِ بنت اصول ولا عشان خايفة من باباكي ومش عايزة تفضلي


ردت بعفوية : اكيد عشان خايفة من بابا دا سؤال


ضحك رغمًا هنا وهنا تذكرت حديث نور لها بأن تترك أسد وشأنه وحينها سوف تعطيه ابنه، نظرت باتجاهه واردفت : ...


إرسال تعليق

أحدث أقدم